شحن أقل وعمل أكثر: مُوفّر الطاقة التكيفي في ويندوز 11 للابتوب يغير قواعد اللعبة
تستعد مايكروسوفت لإحداث نقلة نوعية في طريقة إدارة استهلاك الطاقة لأجهزة اللابتوب التي تعمل بنظام التشغيل ويندوز 11، وذلك من خلال ميزة جديدة ومبتكرة تُدعى “Adaptive Energy Saver” أو “مُوفّر الطاقة التكيفي”. هذه الخاصية لا تهدف فقط لإطالة عمر بطارية جهازك، بل تسعى لتوفير تجربة استخدام أكثر كفاءة وسلاسة، حيث يقل القلق حول الشحن المتواصل، مما يجعلك تستفيد من لابتوبك لفترات أطول بكثير.
كيف يعمل “مُوفّر الطاقة التكيفي” في ويندوز؟
لفهم قيمة هذه الميزة، يجب أن نتذكر كيف يعمل وضع توفير البطارية التقليدي في ويندوز. في الوضع الحالي، عادةً ما يتم تفعيل توفير الطاقة فقط عندما ينخفض مستوى شحن البطارية إلى نسبة معينة، غالبًا 20%، ويظل يعمل حتى يتم شحن الجهاز مرة أخرى. هذا يعني أنك قد تقضي ساعات طويلة من العمل على بطارية ليست منخفضة تمامًا ولكنها تستنزف ببطء دون أي تدخل ذكي من النظام.
هنا يأتي دور “مُوفّر الطاقة التكيفي”. الفكرة الجوهرية تكمن في أن النظام سيصبح أكثر ذكاءً وقدرة على التنبؤ مع إعدادات الطاقة. بدلًا من الانتظار حتى تصل البطارية إلى مستوى حرج، ستقوم هذه الميزة بتحليل استخدامك الحالي للجهاز والمهام التي تقوم بها. إذا اكتشف النظام أنك تقوم بمهام لا تتطلب كامل قوة المعالج أو استهلاكًا عاليًا للرسوميات (مثل تصفح الإنترنت، قراءة مقالات، تحرير مستندات نصية بسيطة، أو حتى مشاهدة فيديو بجودة منخفضة)، فإنه سيعمل على تفعيل وضع توفير الطاقة بشكل دوري ومؤقت وبطريقة غير ملحوظة للمستخدم.
ماذا يعني “بشكل غير ملحوظ”؟ يعني أن التفعيل سيكون سلسًا جدًا، وقد لا تلاحظ أي تباطؤ في الأداء أثناء هذه المهام الخفيفة. بمجرد أن تنتقل إلى مهام تتطلب موارد أعلى، مثل تشغيل الألعاب الثقيلة، برامج تحرير الفيديو، أو تشغيل تطبيقات تصميم ثلاثي الأبعاد، سيتعرف النظام على ذلك ويلغي تفعيل وضع التوفير تلقائياً لضمان حصولك على الأداء الأمثل دون أي عوائق. الهدف هو الموازنة بين الأداء وكفاءة الطاقة بأذكى طريقة ممكنة.
أهمية الميزة لمستخدمي ويندوز 11: الفوائد المتوقعة
تُقدم ميزة “مُوفّر الطاقة التكيفي” العديد من الفوائد الملموسة التي ستؤثر إيجابًا على تجربة مستخدمي اللابتوب:
- إطالة عمر البطارية بشكل فعال خلال اليوم: هذه هي الفائدة الأبرز. بفضل الإدارة الذكية للطاقة، سيقل استنزاف البطارية بشكل عام على مدار ساعات العمل، مما يعني أنك ستتمكن من قضاء وقت أطول بكثير بعيدًا عن الشاحن، وهذا أمر بالغ الأهمية للمستخدمين المتنقلين أو الذين يعملون في بيئات لا تتوفر فيها مقابس كهرباء بسهولة.
- تعزيز الراحة وتقليل القلق: وداعًا للقلق المستمر حول متى ستنفد البطارية! ستمنحك هذه الميزة مزيدًا من الثقة في قدرة جهازك على الصمود، مما يتيح لك التركيز على مهامك دون تشتيت.
- تحسين الكفاءة العامة للنظام: عندما يعمل النظام بذكاء لإدارة استهلاك الطاقة، فإن ذلك ينعكس إيجابًا على الكفاءة الكلية للجهاز. قد تلاحظ أيضًا انخفاضًا طفيفًا في حرارة الجهاز أثناء المهام الخفيفة، مما يساهم في إطالة عمر المكونات الداخلية.
- توفير استهلاك الطاقة على المدى الطويل: بالنسبة للمؤسسات أو المستخدمين الذين يملكون أسطولًا من أجهزة اللابتوب، يمكن أن يساهم هذا في خفض استهلاك الطاقة الإجمالي، حتى لو كان التأثير فرديًا بسيطًا، فإنه يتراكم مع كثرة استهلاك الحواسيب للكهرباء.
- مواكبة التطورات التكنولوجية: تعكس هذه الميزة توجه مايكروسوفت المستمر نحو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في نظام التشغيل لتحسين الأداء وتجربة المستخدم، وهو ما يتوافق مع رؤية المدونات التقنية الحديثة.
تفاصيل إضافية: ما وراء الكواليس (للمهتمين)
الميزة قيد الاختبار حاليًا ضمن إصدارات ويندوز 11 التجريبية (Canary Channel) إصدار “Windows 11 build 27898 build” الذي كشفت مايكروسوفت عن ميزاته في تدوينة عبر موقعها، مما يعني أنها لا تزال في مراحلها الأولية وقد تشهد بعض التعديلات قبل الإطلاق الرسمي. تعتمد هذه الخاصية على قدرة ويندوز على مراقبة استخدام الموارد بشكل دقيق، وتحديد الأنماط التي تسمح بتوفير الطاقة دون التأثير على التجربة. قد تستفيد مايكروسوفت من بيانات الاستخدام المجهولة (مع موافقة المستخدمين بالطبع) لتحسين خوارزميات التفعيل والتوقف لهذه الميزة.
الهدف النهائي هو نظام تشغيل أكثر “وعيًا” لاحتياجات الطاقة، يمكنه التكيف تلقائيًا مع طريقة استخدامك لجهازك، مما يجعله أكثر كفاءة ومرونة.
بينما لم تعلن مايكروسوفت عن موعد إطلاقها الرسمي للمستخدمين بشكل واسع، إلا أن وجودها في القنوات التجريبية يشير إلى أنها قيد التطوير النشط. من المتوقع أن تصل هذه الميزة في أحد التحديثات المستقبلية لويندوز 11 بمجرد الانتهاء من اختبارها والتأكد من استقرارها وفعاليتها عبر مجموعة واسعة من الأجهزة.
تُعد “مُوفّر الطاقة التكيفي” إضافة قيمة جدًا تساهم في إطالة عمر بطارية اللابتوب، وتؤكد التزام مايكروسوفت بتحسين تجربة ويندوز 11 من خلال الابتكارات الذكية التي تركز على الأداء والكفاءة. ترقبوا المزيد من التفاصيل حول هذه الميزة التي قد تغير طريقة تعاملنا مع بطاريات لابتوباتنا.
المصدر: مدونة مايكروسوفت.