تعد محركات الاقراص usb أو كما تسمى “الفلاشة” إحدى أكثر الوسائل الشائعة لحفظ البيانات ونقلها بين أجهزة الكمبيوتر أو حتى الهواتف الذكية. وكونها أجهزة صغيرة قابلة للحمل فقد انتشرت بكثرة، وتشجع الناس على استخدامها مما جعلها تنتشر على مدى واسع وكيبر. إلا أنها كبقية الأجهزة معرضة للتلف بشكل كبير. إذاً، عند التحدث عن الاحتفاظ طويل الأمد بالبيانات، هل تعد الفلاشة وسيلة جيدة؟ وما هي مدة بقاء البيانات على الفلاشة؟ سنتعرف معاً في هذا المقال.
ما هي مدة بقاء البيانات على الفلاشة؟
محرك الأقراص USB هو أي جهاز صغير الحجم يمكنه تخزين البيانات في ذاكرة من النوع فلاش (Flash) باستخدام واجهة USB مدمجة. يصل وزن هذه الأجهزة غالباً إلى أقل من 35 غرام. وتكون ذات سعات تخزين متنوعة تتراوح بين 2 جيجابايت حتى 2 تيرابايت. وكونها أجهزة صغيرة وخفيفة الوزن ويمكن حملها واقتنائها بسهولة، بالتالي تعد محركات الأقراص المفضلة لدى المستخدمين.
يمكن لمحرك أقراص USB الاحتفاظ بالمعلومات حتى عشر سنوات أو أكثر من ذلك، ولكن ذلك ينطبق على الظروف والشروط المثالية. أما في الحقيقة يتأثر محرك الأقراص كغيره من الأجهزة بالعوامل الخارجية المختلفة مما يؤدي إلى تلفه وعدم القدرة على تحديد البيانات بداخله.
الإجابة على هذا السؤال تعتمد على عدة عوامل، منها نوعية الفلاشة وطريقة استخدامها والظروف البيئية التي تتعرض لها. بشكل عام، يمكن أن تبقى البيانات على الفلاشة لمدة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات، ولكن هذه المدة قد تقصر أو تطول حسب الحالات التالية:
- جودة الفلاشة: كلما كانت الفلاشة ذات جودة عالية ومصنوعة من مواد متينة ومقاومة للصدمات والحرارة والرطوبة، كلما زادت فرص بقاء البيانات عليها لفترة أطول. بالمقابل، كلما كانت الفلاشة رخيصة وسيئة الصنع، كلما انخفضت مدة صلاحيتها.
- طريقة استخدام الفلاشة: كلما قمت بإدخال وإخراج الفلاشة من المنافذ بشكل صحيح وآمن، وكلما احترمت سعة التخزين المسموح بها، وكلما قمت بحماية الفلاشة من الفيروسات والبرامج الضارة، كلما زاد عمر الفلاشة. بالعكس، كلما قمت بإزالة الفلاشة بشكل عشوائي أو تجاوزت حدود سعتها أو تعرضت للإصابة بالبرمجيات الخبيثة، كلما انخفض عمر الفلاشة.
- الظروف البيئية: كلما حافظت على نظافة وجفاف الفلاشة وأبعدتها عن المصادر المغناطيسية أو الكهربائية أو الحرارية، كلما زاد عمر الفلاشة. بالمقابل، كلما تعرضت الفلاشة للغبار أو الرطوبة أو التأثيرات المغنطيسية أو التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة، كلما انخفض عمر الفلاشة.
قد يهمك أيضاً: تسريع الفلاشة بدون برامج في ويندوز 10 عبر خاصية Better Performance
ما هي أسباب تلف الفلاشة؟
يتأثر عمر الفلاشة بمجموعة من العوامل، أبرزها: مدى جودة الجهاز، العوامل الطبيعية، الطريقة التي نتعامل بها مع الجهاز. وأخيراً عدد دورات الكتابة.
مدى جودة الجهاز
فمن الطبيعي أن تختلف مدة بقاء البيانات على الفلاشة باختلاف جودة الجهاز، حيث إن السوق مليء بالماركات المختلفة والتي تختلف بالجودة بحد كبير بشهادة الكثيرين. بالتالي من الجيد أن تبحث جيداً عن الماركة التي تعطيك جودة أفضل وبالتالي عمر أطول لمدة استمرار البيانات على الفلاشة. بالإضافة إلى ذلك يفضل دائماً شراء الجهاز من موزع معتمد أو متجر معروف لضمان جودة القطة وأنها القطة الأصلية ولم يتم تقليدها. بالتالي يمكنك الاستعانة بمتجر Amazon أو ebay.
قد يهمك أيضاً: طريقة فحص الفلاشة تلقائيا عند توصيلها بالحاسوب عبر Microsoft Defender
العوامل الطبيعية
وعلى الرغم من أن الفلاشة المحمولة يتم تصميمها بأجسام بلاستيكية أو معدنية متينة لكي تتجنب العوامل الطبيعية المختلفة. إلا أن هذه الأجسام ستضعف مع العمر. وسوف تتعرض الفلاشة إلى الغبار والخدوش والصدمات وغيرها من أشكال التآكل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للحرارة أو البرودة، الرطوبة الشديدة أو حتى التأكسد أن يقلل زمن حياة محرك الأقراص USB ويؤدي إلى تلف البيانات بداخله.
قد يهمك أيضاً: ما هو افضل برنامج حرق الويندوز على فلاشة ؟ – نسخ ISO على أقراص التخزين المتعددة
طريقة تعاملنا مع الفلاشة
وهي نقطة فارقة في حياة أي جهاز الكتروني أو رقمي نتعامل معه، ولا تحتاج الكثير من الشرح. ببساطة، احتفظ بجهازك في مكان آمن من الكسر أو العوامل الجوية المختلفة لكي تزود عمره.
عدد دورات الكتابة
دورة الكتابة أو المسح هي مقياس التحمل أو ما يسمى بالعمر الافتراضي لأجهزة التخزين المستندة إلى ذاكرة الفلاش. مثل محركات أقراص SSD وusb وغيرها. وهي عملية كتابة ومسح البيانات من على شريحة NAND .
تشمل دورة الكتابة توصيل الفلاشة بجهاز آخر مضيف ومن ثم القيام بتحميل البيانات أو الوصول عليها أو مسحها. قد يكون لهذا الاتصال تأثير على رقائق الذاكرة مع الوقت وهذا ما يسمى التآكل.
قد يهمك أيضاً: كيفية حماية الفلاشة بكلمة سر لا يعرفها غيرك – امنع المتطفلين عبر عمل تشفير للفلاش ميموري
هل يمكن الاعتماد على الفلاشة في التخزين طويل الأمد للبيانات؟
بالطبع لا، عندما يتعلق الموضوع بالحفظ طويل الأمد يُنصح باستخدام أجهزة ذات عمر افتراضي أكبر، والتي تكون أقل عرضة للتلف. مثل محرك الأقراص الخارجي، أشرطة الأرشيف أو الوسائط الضوئية.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح لدينا اليوم العديد من وسائل التخزين المتطورة والتي لا يمكن أن تتلف فيها البيانات أبداً. حيث يمكنك الاستعانة بتقنية السحابة لحفظ البيانات، حيث كل ما هو مطلوب منك للحفاظ على البيانات الاحتفاظ بحسابك وكلمة السر الخاصة بك. وحتى يمكنك شراء مساحة على google Drive أو حتى الاعتماد على المساحة المجانية إذا كانت المعلومات المحفوظة ذات حجم محدود وصغير.
وأخيراً، يعد الاعتماد على أكثر من مصدر واحد لتخزين البيانات إحدى أفضل وسائل حماية البيانات من التلف والفقدان. وبالتالي يمكنك الاعتماد على جهاز تخزين ما بالإضافة إلى إحدى وسائل التخزين السحابية. وبذلك سوف تحمي بياناتك من التلف إلى الأبد وتزيد مدة بقاء البيانات على الفلاشة.
قد يهمك أيضاً: فلاشة إصلاح الكمبيوتر: مجموعة فلاشات إنقاذ لصيانة الحاسوب في أي لحظة وبسهولة!
ماذا يمكنك أن تفعل لاستعادة البيانات في حال تلف الفلاشة الخاصة بك؟
يمكنك استعادة البيانات ببساطة من خلال استخدام برامج موثوقة لاستعادة البيانات من الفلاشة يتم تنزيلها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومن ثم توصيل الفلاشة بجهاز الكمبيوتر. وأخيراً، الاستعانة بفيديو تعليمي للبرنامج واتباع التعليمات الموجودة لاستعادة البيانات من محرك الأقراص USB.
قد يهمك أيضاً: افضل 10 برامج استعادة الملفات المحذوفة مجاناً – عمل ريكفري للكمبيوتر والفلاشة عبر ويندوز
الملخص
إذًا، يمكن أن نستنتج أن مدة بقاء البيانات على الفلاشة كحد أقصى تختلف من حالة إلى أخرى ولكن تقريباً من 5-10 سنوات حسب ظروف التخزين، وأنه يجب اتباع بعض الإجراءات الوقائية لضمان حفظ البيانات لأطول فترة ممكنة. ولكن في كل الأحوال، من الأفضل عدم الاعتماد على الفلاشة كوسيلة أساسية لتخزين البيانات الهامة، وإنما استخدامها كوسيلة مؤقتة أو احتياطية، واللجوء إلى وسائل أخرى أكثر أمانًا وثباتًا مثل الأقراص الصلبة أو السحابية.
