إذا كنت تقرأ حاليًا هذه السطور، فهناك احتمال تتخطى نسبته 99% أنك تستخدم الإنترنت سواء عن طريق هاتف ذكي أو حاسوب أو غيره. هذه حقيقة مُطلقة نظرًا لأننا جميعنا نستخدم الإنترنت للتواصل مع الأصدقاء والعمل وإجراء الأبحاث العملية والدراسية والتسوق وغير ذلك الكثير.
ومع ذلك، مع السهولة البالغة في إنجاز الأمور المختلفة بفضل الإنترنت، تأتي الحاجة المتزايدة لحماية بياناتنا وما نقوم به على مُتصفحاتنا من أعين المُترصدين وأصحاب النوايا السيئة. وهنا يأتي دور الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) التي برزت في الآونة الأخيرة كأداة قوية لتحقيق ذلك، حيث تُوفّر تجربة آمنة وخاصة لتصفح الإنترنت بدون مشاكل.
شبكات VPN هي تقنية متعددة الاستخدامات تُوفّر اتصالاً آمنًا وخاصًا بالإنترنت، وتحمي المستخدمين من أعين المتطفلين وتتيح الوصول إلى أي مُحتوى مُقيّد. سنتعرف في هذه المقالة على كل ما يخص شبكات VPN، وسنستكشف وظائفها وخصائصها سويًا، وأهمية دورها في تعزيز مستوى الخصوصية والأمان، والدور الذي تلعبه في الحفاظ على إنترنت مفتوح وغير مقيد.
ما هو VPN؟
الشبكة الافتراضية الخاصة، أو VPN، هي تقنية تسمح للمستخدمين بإنشاء اتصال آمن ومُشفّر بالإنترنت، عادةً عن طريق توجيه المستخدمين على الإنترنت من خلال خادم مملوك لأي مُزوّد للخدمة. تُمكن تلك الشبكة المُتصلين بها من الإتصال بالإنترنت من مواقع جغرافية مختلفة، مما يوفر للمستخدمين عنوان IP بديلًا ويُخفي موقعهم الحقيقي.
آلية عمل شبكات VPN
تعمل شبكات VPN من خلال إنشاء ما يُسمى بـ نفق آمن بين جهاز المستخدم وخادم VPN الخاص به. يقوم هذا النفق بتشفير جميع البيانات التي تمر عبره، مما يجعل من الصعب للغاية على أي شخص، بما في ذلك المُخترقين أو مزودي خدمات الإنترنت أو الوكالات الحكومية، اعتراض أو مراقبة أنشطة المستخدم عبر الإنترنت. تستخدم شبكات VPN بروتوكولات تشفير مختلفة، مثل OpenVPN، وL2TP/IPsec، وIKEv2/IPsec، لضمان سرية البيانات وسلامتها الكاملة.
عندما يتصل المستخدم بخادم VPN، يتم توجيه جميع ما يقوم به على الإنترنت من خلال هذا الخادم. وبالتالي، فإن مواقع الويب والخدمات عبر الإنترنت التي يصل إليها ترى فقط عنوان IP الخاص بخادم VPN المُتصل به، وليس عنوان IP الفعلي للمستخدم، مما يجعل تلك الشبكات عاملًا أساسيًا في إخفاء هوية المستخدم وتعزيز خصوصيته وأمان بياناته.
هل تخضع جميع شبكات VPN لمعايير الثقة والمصداقية؟
الإجابة البسيطة على هذا السؤال هي لا بكل بساطة. لا يتم إنشاء جميع شبكات VPN على قِدم المساواة من حيث الأمان والموثوقية. تقوم بعض شركات VPN ببعض النشاطات المشبوهة والغير قانونية وتُعرّض مستخدميها لمخاطر سيبرانية كبيرة. ولهذا السبب نحن ممتنون لإدارة شركة Windscribe لتوضيح الرؤية عن طريق خارطة VPN القوية هذه، حتى تتمكن من رؤية بالضبط كيف تتعامل كل شركة VPN مع بياناتك وهو ما سيُساعدك على اتخاذ القرار الصحيح بشأن انتقاء المُزوّد المناسب لك.
نبذة عن أهمية الأمان الإلكتروني
يجب أن تكون حماية المعلومات الشخصية أمرًا مهمًا للجميع غير قابل للنقاش تمامًا. ليس كل شخص على الإنترنت هو صديقك أو يحمل الخير في قلبه لك، فلماذا تُخاطر ببياناتك الشخصية؟ تُعد الخصوصية عبر الإنترنت مصدر قلق أساسي للأشخاص من مختلف مناحي الحياة. الإنترنت مليء بالتهديدات التي تهدد خصوصية كل فرد، بما في ذلك خروقات البيانات، وعمليات انتحال الهوية، والتتبع الواسع النطاق للأنشطة عبر الإنترنت. تلعب شبكات VPN دورًا حاسمًا في حماية البيانات الشخصية من خلال تشفير حركة المرور على الإنترنت وإخفاء عناوين IP الخاصة بالمستخدمين. وهذا يجعل من الصعب جدًا على المخترقين تتبع المعلومات الشخصية واستغلالها.
بعد أن ألقينا نظرة عن قرب سويًا على شبكات VPN وكيفية عملها وأهمية الخصوصية على الإنترنت، دعنا نستكشف بعضًا من أفضل حالات الاستخدام لتلك الشبكات:
سيناريوهات استخدام شبكات VPN
- تجنب المراقبة والتتبع: تعد شبكات VPN أيضًا أداة جيدة للتهرب من المراقبة الحكومية أو من أي منظمة أخرى. في بعض المناطق، تشارك الحكومات في عمليات مراقبة واسعة النطاق على الشبكة العنكبوتية، ومراقبة استخدام المواطنين للإنترنت واتصالاتهم. توفر الشبكات الافتراضية الخاصة وسيلة للتملص من هذه المراقبة عن طريق إخفاء أنشطة المستخدمين عبر الإنترنت والتهرب من الرقابة. في البلدان التي تفرض رقابة صارمة على الإنترنت، يمكن للشبكات الافتراضية الخاصة أن توفر شريان حياة أساسي للوصول إلى المعلومات غير المقيدة والحفاظ على حرية التعبير.
سبب آخر كبير وراء حاجتك إلى VPN هو تجنب تتبع مزود خدمة الإنترنت الخاص بك. غالبًا ما يتتبع مقدمو خدمات الإنترنت (ISP) سلوك المستخدمين عبر الإنترنت وقد يبيعون هذه البيانات للمعلنين أو لأطراف ثالثة أخرى (بدون علمك أو موافقتك في الغالب). باستخدام VPN، يمكن للمستخدمين منع مزودي خدمة الإنترنت من تتبع أنشطتهم على الإنترنت، وبالتالي تعزيز خصوصيتهم وأمانهم الإلكتروني.
- حماية البيانات على شبكات الواي فاي العامة: تعتبر شبكات Wi-Fi العامة ميزة رائعة للغاية لكافة المجتمعات، ولكنها للأسف لديها سمعة سيئة سيئة للغاية بسبب ثغراتها الأمنية. يُمكن لمجرمي الإنترنت بسهولة اعتراض البيانات المنقولة عبر شبكة Wi-Fi عامة غير آمنة، وهو ما سيُمكنهم من الوصول إلى المعلومات الشخصية والمالية. تقوم شبكات VPN بتشفير البيانات التي تمر بين جهاز المستخدم وخادم VPN، مما يجعل من المستحيل تقريبًا على المتسللين التنصت على هذه الاتصالات. تعد هذه الطبقة الإضافية من الأمان أمرًا بالغ الأهمية بشكل خاص عند استخدام شبكات Wi-Fi العامة.
- التحصن ضد الهجمات السيبرانية: يمكن أن تؤدي الهجمات الإلكترونية، مثل هجمات (DDoS) الفتّاكة، إلى تعطيل خدمات الإنترنت وتعريض أمن الأجهزة المتصلة للخطر. يمكن أن تساعد شبكات VPN في الحماية من هجمات DDoS عن طريق إخفاء عنوان IP الخاص بالمستخدم، مما يجعل من الصعب على المهاجمين استهداف جهاز معين.
- القدرة على الوصول إلى أي محتوى محجوب: تقوم بعض أماكن العمل أو المدارس أو المؤسسات بتطبيق عوامل تصفية المحتوى لتقييد الوصول إلى مواقع ويب معينة أو خدمات عبر الإنترنت. على الرغم من أن عوامل التصفية هذه قد تخدم أغراضًا مشروعة، إلا أنها قد تكون أيضًا مُقيدّة بشكل مفرط. تُمكّن شبكات VPN المستخدمين من تجاوز مرشحات المحتوى والوصول إلى المواقع المحجوبة، مما يضمن حصولهم على الحرية في استكشاف الإنترنت.
- الوصول إلى المحتوى المقيد جغرافيًا مثل منصات البث والألعاب: غالبًا ما تُقدّم خدمات البث، مثل Netflix وما إلى ذلك، مكتبات محتوى مختلفة باختلاف المناطق والدول. يمكن للمستخدمين استخدام شبكات VPN لتغيير موقعهم الظاهري، مما يسمح لهم بالوصول إلى المحتوى الذي قد يكون مقيدًا في منطقتهم الجغرافية الفعلية. تحظى هذه الممارسة، المعروفة باسم الانتحال الجغرافي، بشعبية كبيرة بين المستخدمين الذين يتطلعون إلى فتح نطاق أوسع من خيارات الترفيه.
بالنسبة لهواة الألعاب، من المعروف أن بعض الألعاب عبر الإنترنت والمنصات تُقيّد الوصول بناءً على الموقع الجغرافي. يمكن للاعبين استخدام شبكات VPN للاتصال بالخوادم في مناطق مختلفة، مما يمكنهم من ممارسة الألعاب التي قد لا تكون متاحة في بلدانهم الفعلية.
الحلول البديلة لعدم استخدام شبكات VPN
هناك بعض الأفراد والمنظمات التي لا تحتاج بالضرورة إلى VPN. خاصة إذا لم تكن خاضعًا لأي مراقبة أو لم تكن حريتك في التعبير مهددة. بالنسبة لبعض الأشخاص، كل ما يحتاجون إليه هو التحكم الكامل في موقع DNS الخاص بهم وزيادة أمانهم السيبراني. الأداة المُوصى بها بشدة هي Control D التي توفر تصفية DNS شاملة، مما يسمح للمستخدمين بتخصيص إعدادات DNS الخاصة بهم وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة. فهي تُمكّن المستخدمين من تصفية المحتوى غير المرغوب فيه، مثل الإعلانات والبرامج الضارة ومحتوى البالغين، مباشرةً من خلال إعدادات DNS الخاصة بهم، وهو ما سيُعزز بدوره تجربة الاستخدام أثناء التصفح.
