مجنون كمبيوتر
مدونة مجنون كمبيوتر التقنية تقدم مقالات مفيدة حول الأجهزة الذكية والشروحات الخاصة بها.

كيفية تقوية إشارة الهاتف (3G/4G/5G): دليل شامل وقياس دقيق

هل سبق لك أن وجدت نفسك في موقف حرج، محاولاً إجراء مكالمة هاتفية مهمة أو تصفح الإنترنت بسرعة، لتكتشف أن إشارة هاتفك المحمول ضعيفة للغاية أو منعدمة تماماً؟ إنها تجربة محبطة يواجهها الكثيرون منا بشكل يومي، سواء كنا في المنزل، في العمل، أو حتى أثناء التنقل. في عالمنا المتصل هذا، لم تعد إشارة الهاتف القوية رفاهية، بل أصبحت ضرورة ملحة للحفاظ على إنتاجيتنا وتواصلنا الفعال.

يهدف هذا المقال إلى أن يكون دليلك الشامل، ليس فقط لمساعدتك على فهم الأسباب الحقيقية وراء ضعف إشارة الهاتف، بل والأهم من ذلك، سيزودك بالأدوات والمعرفة لتقييم قوة إشارتك بدقة، وتقديم حلول عملية ومجربة لـ تقوية إشارة الهاتف لديك بشكل جذري، وضمان اتصال مستقر وموثوق في جميع الأوقات.

هل تعتقد أن لديك ضعف في إشارة الهاتف؟ إليك الحقيقة!

غالباً ما نعتمد على “أشرطة الإشارة” التي تظهر على شاشة هاتفنا كمعيار لقوة الشبكة، ولكن هل هذه الأشرطة تعكس الواقع بدقة؟ الحقيقة هي أنها قد تكون مضللة جداً، ولا تعطينا الصورة الكاملة لقوة الإشارة الفعلية. إن فهم القياسات الحقيقية هو مفتاح تشخيص مشكلة ضعف إشارة الهاتف.

لماذا أشرطة الإشارة في الهاتف مضللة؟

أشرطة الإشارة التي توجد في شريط الإشعارات في الأعلى هي مجرد تقدير مرئي لقوة الإشارة التي يستقبلها هاتفك. المشكلة تكمن في أن طريقة عرض هذه الأشرطة تختلف بشكل كبير بين الشركات المصنعة للهواتف وحتى بين إصدارات أنظمة التشغيل المختلفة. ما يعتبر “إشارة كاملة” على هاتف قد يكون مجرد إشارة متوسطة على هاتف آخر، حتى لو كانا يستقبلان نفس الإشارة الفعلية من برج الشبكة. هذا التباين يجعل الاعتماد عليها للحكم على قوة إشارة الهاتف أمراً غير موثوق به.

علاوة على ذلك، أشرطة الإشارة لا تأخذ في الاعتبار عوامل أخرى حاسمة مثل جودة الإشارة أو التداخل، والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تجربتك حتى لو كانت “الأشرطة” تبدو ممتلئة. قد تظهر الإشارة ممتلئة، ولكن سرعة الإنترنت بطيئة جداً أو تنقطع المكالمات بسبب ضعف جودة الإشارة الكامنة.

قوة الإشارة الحقيقية: فهم dBm (ديسيبل ملي واط)

للحصول على قراءة دقيقة وموحدة لقوة إشارة الهاتف، يجب أن نعتمد على مقياس dBm (ديسيبل ملي واط). هذا المقياس هو المعيار الصناعي لقياس قوة الإشارة اللاسلكية وهو يعبر عن الطاقة التي تصل إلى هاتفك. كلما كان رقم dBm أقرب إلى الصفر (أو أقل سلبية)، كانت الإشارة أقوى. تذكر أن dBm هو مقياس لوغاريتمي، مما يعني أن كل تغيير بمقدار 3 dBm يمثل مضاعفة أو تنصيف قوة الإشارة، وكل تغيير بمقدار 10 dBm يعني زيادة أو نقصان بمقدار 10 أضعاف.

تعتبر قراءة dBm (ديسيبل ملي واط) هي المعيار الذهبي لقياس قوة إشارة الهاتف الحقيقية، وهي أكثر دقة بكثير من أشرطة الإشارة التقليدية. كلما اقتربت القيمة من الصفر (أو كانت أقل سلبية)، كانت الإشارة أقوى وأفضل. هذا الجدول سيوضح لك ما تعنيه هذه الأرقام في الواقع.

نطاق قوة الإشارة (dBm)الوصفالأداء المتوقع
-50 إلى -79 dBmممتازة وقوية جداًأداء سلس للغاية للمكالمات، وضوح صوت فائق، وسرعة بيانات فائقة (تصفح، تحميل، بث).
-80 إلى -99 dBmجيدة ومستقرةمكالمات واضحة، وخط اتصال مستقر، وسرعة بيانات مقبولة ومناسبة لمعظم الاستخدامات اليومية.
-100 إلى -109 dBmضعيفة ومتقطعةقد تواجه تأخيراً في المكالمات، تقطعاً في الصوت، أو بطئاً ملحوظاً في تحميل البيانات وتصفح الإنترنت.
-110 إلى -120 dBmضعيفة جداًانقطاع متكرر للمكالمات، صعوبة بالغة في الاتصال، أو عدم القدرة على الاتصال بالإنترنت على الإطلاق.
أقل من -120 dBmمنطقة ميتة / لا توجد إشارة عمليةلا توجد إشارة فعالة، ولن تتمكن من إجراء مكالمات أو استخدام البيانات.

يساعدك فهم هذا الجدول على تقييم مدى جودة إشارة هاتفك بدقة، وبالتالي تحديد ما إذا كنت بحاجة بالفعل إلى تقوية إشارة الهاتف لديك.

نطاقات قوة الإشارة dBm ومعانيها:

  • -50 dBm إلى -79 dBm: هذه إشارة ممتازة وقوية جداً. تتوقع منها أداءً سلساً للمكالمات وبيانات سريعة جداً.
  • -80 dBm إلى -99 dBm: إشارة جيدة ومستقرة. ستكون المكالمات واضحة وسرعة البيانات مقبولة لمعظم الاستخدامات اليومية.
  • -100 dBm إلى -109 dBm: إشارة ضعيفة ومتقطعة. قد تواجه تأخيراً في المكالمات، تقطعاً في الصوت، أو بطئاً في تحميل البيانات.
  • -110 dBm إلى -120 dBm: إشارة ضعيفة جداً وقد تتسبب في انقطاع المكالمات بشكل متكرر، عدم القدرة على الاتصال، أو عدم وجود اتصال بالبيانات على الإطلاق.
  • أقل من -120 dBm: هذه تعتبر “منطقة ميتة” حيث لا توجد إشارة عملية تقريباً.

فهم هذا المقياس يسمح لك بقياس قوة إشارة الهاتف بشكل احترافي، ويوفر لك نقطة انطلاق موثوقة لتحديد ما إذا كنت بحاجة فعلاً إلى تقوية إشارة الهاتف لديك.

كيف تقيس قوة إشارة هاتفك بدقة مثل المحترفين؟

الآن بعد أن عرفنا أهمية مقياس dBm، كيف يمكننا الوصول إلى هذه القراءة الدقيقة على هواتفنا؟ هناك طريقتان رئيسيتان: وضع الاختبار الميداني المدمج في الهاتف أو استخدام تطبيقات متخصصة.

وضع الاختبار الميداني (Field Test Mode): أداتك السرية

وضع الاختبار الميداني هو ميزة مدمجة في معظم الهواتف الذكية تتيح لك الوصول إلى معلومات تفصيلية حول اتصال الشبكة، بما في ذلك قراءة dBm. إنه أداة قيمة لتشخيص مشكلات ضعف إشارة الهاتف لأنه يعرض لك الإشارة الخام التي يستقبلها هاتفك دون تجميل.

لأجهزة iPhone (iOS 17 و 18 والإصدارات الأقدم)

على هواتف iPhone، يمكنك الوصول إلى وضع الاختبار الميداني بالانتقال إلى تطبيق الهاتف وكتابة كود معين. هذه الطريقة تمنحك وصولاً مباشراً إلى بيانات الإشارة الخام:

1. افتح تطبيق الهاتف.

2. اكتب الكود التالي: *3001#12345#* ثم اضغط على زر الاتصال (الأخضر).

3. سيتم نقلك إلى شاشة “Field Test Mode” التي قد تبدو معقدة في البداية.

4. في الإصدارات الحديثة من iOS (مثل iOS 17 و 18)، قد تظهر لك قراءات مختلفة اعتماداً على نوع الشبكة (4G/5G).

  • لشبكات 4G (LTE): ابحث عن قيمة RSRP (Reference Signal Received Power). هذا هو المعيار الأساسي لقوة الإشارة لشبكات 4G. كلما كانت قيمة RSRP أقرب إلى الصفر (مثلاً -90 dBm أفضل من -110 dBm)، كانت الإشارة أقوى.
  • لشبكات 5G: قد تجد قراءات مثل SS-RSRP.
  • للإصدارات الأقدم أو 3G: قد تجد قيمة تسمى RX AGC0 أو ما شابه ذلك، والتي تمثل قوة الإشارة بوحدة dBm.
  • قد تحتاج إلى التنقل بين بعض القوائم الفرعية للعثور على هذه القيم، فقد تختلف الواجهة قليلاً بين إصدارات iOS.
فحص قوة إشارة الهاتف لأجهزة الآيفون
img credits by: Alejandra Jasso @wilsonamplifiers.com

لأجهزة Android:

على هواتف Android، تختلف طريقة الوصول إلى قراءة dBm قليلاً بناءً على الشركة المصنعة للهاتف وإصدار نظام التشغيل، ولكن المسار العام هو كما يلي:

1. اذهب إلى الإعدادات (Settings).

2. قم بالتمرير لأسفل وابحث عن حول الهاتف (About Phone) أو حول الجهاز (About Device).

3. ثم ابحث عن الحالة (Status) أو حالة SIM (SIM card status) أو حالة الشبكة (Network status).

4. هنا، ستجد عادةً خياراً يسمى قوة الإشارة (Signal Strength) أو قوة الشبكة (Network Strength)، والذي سيعرض لك قيمة dBm.

فحص قوة إشارة الهاتف لأجهزة الآندرويد

ملاحظة: في بعض الهواتف، قد تجدها ضمن “الشبكة والإنترنت” ثم “بطاقات SIM وشبكات المحمول”، ثم اختر بطاقة SIM الخاصة بك. في هواتف سامسونج، قد تجدها ضمن “الإعدادات” > “الاتصالات” > “حول الهاتف” > “معلومات الحالة” > “حالة بطاقة SIM”.

قد يهمك أيضًا: تعرف على أهم أكواد الهاتف السرية – مميزات خفية في رموز USSD

تطبيقات قياس قوة الإشارة: خيارات بديلة

إذا كنت تفضل واجهة مستخدم أكثر سهولة، رسوماً بيانية، أو وظائف إضافية مثل خرائط التغطية، فهناك العديد من تطبيقات تقوية الشبكة المتاحة التي يمكنها مساعدتك في قياس قوة الإشارة:

1. تطبيق Network Cell Info Lite (للأندرويد): يعتبر هذا التطبيق من أفضل الخيارات لمستخدمي أندرويد. يوفر معلومات مفصلة عن شبكتك، بما في ذلك قوة الإشارة (dBm)، نوع الشبكة (2G/3G/4G/5G)، موقع أقرب برج (تقريبي)، وحتى مؤشر لجودة الإشارة (CINR/SNR). يعرض أيضاً رسوماً بيانية لتغير قوة الإشارة بمرور الوقت، مما يساعدك على تحديد المناطق ذات التغطية الأفضل.

تطبيق Network Cell Info Lite

2. تطبيق weBoost App: هذا التطبيق مصمم خصيصاً للمساعدة في تحديد أفضل موقع لتركيب أجهزة تقوية الإشارة من weBoost، ويوفر قراءات دقيقة لقوة الإشارة (dBm) ويساعد في توجيه الهوائي الخارجي للحصول على أفضل استقبال.

تطبيق weBoost App

3. تطبيق OpenSignal: يقدم هذا التطبيق خرائط تغطية الشبكة المبنية على بيانات المستخدمين الفعلية، واختبارات سرعة الإنترنت، ويساعدك على تحديد أفضل الأماكن لاستقبال إشارة قوية في منطقتك. كما يعرض قراءات dBm بسيطة.

تطبيق OpenSignal

4. تطبيق CellMapper (للأندرويد): تطبيق متقدم آخر يسمح لك بمراقبة قوة الإشارة وتسجيلها، ورسم خرائط لأبراج الشبكة، ومشاركة البيانات للمساهمة في قاعدة بيانات عالمية. إنه مفيد جداً للمستخدمين الذين يرغبون في فهم أعمق لشبكتهم.

تطبيق CellMapper

تذكر أن استخدام هذه الأدوات سيمكنك من قياس قوة إشارة الهاتف بدقة، مما يجعلك خطوة أقرب إلى تحسين استقبال الشبكة وتحديد أفضل الحلول لـ تقوية إشارة الهاتف لديك. وقد سبق أن تحدثنا في موضوع سابق عبر موقع مجنون كمبيوتر عن أفضل أدوات من أجل اختبار سرعة الإنترنت يمكنك التحقق منه أيضًا.

نصائح عملية ومجربة لتقوية إشارة الهاتف

بعد أن قمت بقياس قوة إشارتك، حان الوقت لتطبيق بعض الحلول العملية. بعض هذه الحلول بسيطة جداً ويمكن تطبيقها فوراً دون أي تكلفة، بينما البعض الآخر يتطلب استثماراً أكبر لتحقيق تقوية إشارة الهاتف بشكل ملحوظ.

التعديلات البيئية: حلول بسيطة لمشكلة ضعف الشبكة

في كثير من الأحيان، يمكن حل مشكلة ضعف الشبكة من خلال إجراء تغييرات بسيطة في بيئتك المحيطة. هذه التغييرات لا تتطلب أي معدات إضافية:

  • الانتقال إلى مكان مفتوح أو مرتفع: الهياكل الخرسانية، الجدران السميكة، العزل الحراري، الأجسام المعدنية، وحتى الأجهزة الإلكترونية الأخرى يمكن أن تعيق الإشارة الخلوية. حاول الانتقال إلى مكان مفتوح، أو الاقتراب من نافذة، أو الصعود إلى طابق أعلى في المبنى. كلما قل عدد العوائق المادية بين هاتفك وبرج الشبكة، كانت الإشارة أفضل وأقوى. حتى تحريك نفسك بضع خطوات داخل الغرفة قد يحدث فرقاً.
  • الاقتراب من النافذة: النوافذ توفر مساراً أقل عوائق للإشارة للدخول إلى المبنى مقارنة بالجدران الصلبة. جرب إجراء مكالماتك أو استخدام الإنترنت بالقرب من النافذة للحصول على استقبال أفضل.
  • إعادة تشغيل الهاتف أو وضع الطيران: في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي إعادة تشغيل الهاتف ببساطة إلى إعادة تسجيل هاتفك في الشبكة، مما يجعله يعيد الاتصال بأقرب برج شبكة أو برج يقدم إشارة أفضل. تفعيل وضع الطيران لبضع ثوانٍ ثم إيقافه يمكن أن يحقق نفس التأثير عن طريق إجبار الهاتف على البحث عن أقوى إشارة متاحة. هذه الطريقة غالباً ما تكون مفيدة في حل المشكلات المؤقتة.
  • إزالة أغلفة الهاتف السميكة: بعض الأغلفة الواقية للهاتف، خاصة تلك السميكة أو المعدنية، يمكن أن تعيق الإشارة اللاسلكية جزئياً. جرب إزالة الغلاف مؤقتاً وشاهد ما إذا كانت قوة الإشارة تتحسن.

تحسينات إعدادات الهاتف: لتحسين استقبال الشبكة

يمكن لبعض التعديلات في إعدادات هاتفك أن تساهم في تحسين استقبال الشبكة واستغلال الإشارة المتاحة بكفاءة أكبر:

  • تحديث نظام تشغيل الهاتف والتطبيقات: الشركات المصنعة للهواتف ومطورو التطبيقات يصدرون تحديثات بانتظام تتضمن تحسينات للأداء، إصلاحات للأخطاء، وفي بعض الأحيان، تحسينات على طريقة تعامل الهاتف مع الشبكة. تأكد دائماً من تحديث هاتفك وتطبيقاتك للحصول على أفضل أداء.
  • تحديد مشغل الخدمة يدوياً: عادةً ما يختار هاتفك شبكة الاتصال تلقائياً. في بعض المناطق، قد يكون هناك عدة أبراج لمقدم خدمة واحد، أو قد يلتقط هاتفك إشارة من برج بعيد ضعيف. يمكنك محاولة تحديد مشغل الخدمة يدوياً من إعدادات الشبكة لاختيار أفضل شبكة متاحة في موقعك، أو حتى تجربة التبديل بين شبكات 3G/4G/5G إذا كنت تعتقد أن إحدى الشبكات تعمل بشكل أفضل من الأخرى في منطقتك.
  • تعطيل الواي فاي والبلوتوث (عند عدم الحاجة): على الرغم من أن التداخل ليس كبيراً عادةً، إلا أن تعطيل Wi-Fi و Bluetooth عندما لا تكون قيد الاستخدام يمكن أن يقلل من أي تداخل محتمل مع إشارة الشبكة الخلوية، ويساعد في تحسين استقبال الشبكة، كما أنه يوفر طاقة البطارية.
  • استخدام تطبيقات المراسلة (VoIP) عبر Wi-Fi: إذا كانت إشارة الشبكة الخلوية ضعيفة جداً للمكالمات التقليدية، ولكن لديك اتصال Wi-Fi جيد، يمكنك استخدام تطبيقات مثل WhatsApp أو Telegram أو Messenger أو Skype لإجراء مكالمات صوتية ومرئية عبر الإنترنت (VoIP). هذه المكالمات لا تعتمد على قوة الإشارة الخلوية وستكون ذات جودة أعلى.
  • إيقاف تشغيل البيانات الخلوية مؤقتاً: في بعض الأحيان، قد يكون هاتفك يحاول جاهداً الحفاظ على اتصال بيانات ضعيف، مما يؤثر على قدرته على تلقي المكالمات. إيقاف تشغيل البيانات الخلوية مؤقتاً قد يساعد على تحسين جودة المكالمات الصوتية إذا كانت المشكلة تكمن في تداخل البيانات.

مقال متعلق: أفضل تطبيقات مكالمات الفيديو: للعمل والدراسة والترفيه

حلول متقدمة لتقوية إشارة الهاتف بشكل جذري

في بعض الحالات، قد لا تكون النصائح البسيطة كافية، خاصة إذا كنت تعيش في منطقة ذات تغطية شبكة ضعيفة بطبيعتها، أو في مبنى ذو جدران سميكة تعزل الإشارة. هنا تأتي الحلول الأكثر تقدماً التي تستهدف تقوية إشارة الهاتف بشكل جذري ومستدام.

جهاز تقوية الإشارة (Cell Phone Signal Booster): استثمارك الأفضل

جهاز تقوية الإشارة، أو ما يعرف أيضاً بمكرر الإشارة (Repeater) أو مكبر الإشارة، هو الحل الأكثر فعالية وموثوقية لـ تقوية إشارة الهاتف في المنزل، المكتب، أو السيارة. هذا الجهاز مصمم خصيصاً للتغلب على مشكلات ضعف الإشارة من خلال تضخيم الإشارة الموجودة.

جهاز تقوية إشارة الهاتف

كيف يعمل جهاز تقوية الإشارة؟ يتكون النظام عادةً من ثلاثة مكونات رئيسية تعمل معاً:

  1. هوائي خارجي (Outdoor Antenna): يتم تركيبه عادةً في أعلى نقطة خارج المبنى (على السطح مثلاً) أو خارج السيارة، ويكون موجهاً نحو أقرب برج شبكة. وظيفته هي التقاط الإشارة الخلوية الضعيفة الموجودة في الهواء.
  2. مضخم (Booster Unit): هذا هو قلب النظام. يتم توصيله بالهوائي الخارجي، ويقوم بتضخيم الإشارة الملتقطة عدة مرات (قد تصل إلى آلاف المرات) قبل إرسالها إلى الهوائي الداخلي.
  3. هوائي داخلي (Indoor Antenna): يتم تركيبه داخل المنطقة التي تحتاج فيها إلى تغطية (مثل غرفة المعيشة، المكتب، أو داخل السيارة)، ويقوم ببث الإشارة المضخمة إلى الأجهزة المحمولة في تلك المنطقة.

فوائد جهاز تقوية الإشارة:

  • تحسين المكالمات: تقليل المكالمات المقطوعة، وضوح صوت أفضل.
  • بيانات أسرع: زيادة سرعة تصفح الإنترنت، التحميل، والبث.
  • دعم جميع الشبكات: معظم الأجهزة الحديثة تدعم جميع تقنيات الشبكة (2G/3G/4G/5G) وجميع مشغلي الخدمة.
  • زيادة عمر البطارية: عندما يضطر الهاتف للبحث عن إشارة ضعيفة، فإنه يستهلك طاقة أكبر. جهاز تقوية الإشارة يوفر إشارة قوية، مما يقلل من مجهود الهاتف ويطيل عمر البطارية.
  • أنواع متعددة: تتوفر أجهزة تقوية الإشارة بأنواع مختلفة مصممة خصيصاً للاستخدامات المنزلية (لتغطية غرفة واحدة أو منزل بأكمله)، التجارية (للمكاتب الكبيرة أو المستودعات)، أو حتى للمركبات (لتحسين الإشارة أثناء القيادة).

عند اختيار جهاز تقوية الإشارة، تأكد من أنه مرخص ومتوافق مع الترددات التي يستخدمها مزود الخدمة الخاص بك في بلدك.

التحقق من مزود الخدمة (مقدم الخدمة)

إذا كنت تعاني من ضعف إشارة الهاتف بشكل مستمر في منطقة كانت تغطيتها جيدة في السابق، أو إذا كان ضعف الإشارة يؤثر على جميع المستخدمين في نفس المنطقة وبنفس الشبكة، فمن الجيد التواصل مع مزود خدمة الاتصالات الخاص بك. قد يكون هناك:

  • عطل فني في البرج القريب منك: أبراج الشبكة قد تتعرض لأعطال أو تحتاج إلى صيانة.
  • أعمال صيانة مجدولة: قد يقوم المزود بأعمال ترقية أو صيانة تؤثر مؤقتاً على التغطية.
  • مشاكل في التغطية في منطقتك لم يتم الإبلاغ عنها بعد: قد يكون المزود غير مدرك لوجود “بقعة ميتة” جديدة أو منطقة ذات تغطية ضعيفة.
  • مشكلات في الشبكة الأساسية: قد تكون هناك مشكلة أوسع في البنية التحتية لشبكة المزود تؤثر على الأداء.

التواصل مع خدمة العملاء والإبلاغ عن المشكلة يمكن أن يدفع المزود للتحقيق في الأمر وتقديم حلول أو معلومات حول خطط التغطية المستقبلية.

متى يجب أن تفكر في هاتف جديد؟

في حالات نادرة، قد يكون ضعف استقبال الهاتف نفسه هو السبب الرئيسي لمشكلة ضعف الإشارة. قد تكون هوائيات الهاتف قد تضررت بسبب السقوط المتكرر، أو قد يكون الهاتف قديماً جداً ولا يدعم التقنيات الحديثة أو النطاقات الترددية الجديدة التي يوفرها مزود الخدمة.

علامات قد تشير إلى أن هاتفك هو المشكلة:

  • ضعف الإشارة يكون مستمراً بغض النظر عن موقعك.
  • أداء هاتفك أسوأ بكثير من هواتف أخرى حديثة لنفس الشركة ونفس الشبكة في نفس المنطقة.
  • الهاتف قديم جداً (أكثر من 5-7 سنوات) ولا يدعم شبكات 4G LTE أو 5G الحديثة بشكل كامل.
  • تعرض الهاتف لأضرار مادية كبيرة أثرت على مكوناته الداخلية.

إذا جربت جميع الحلول المذكورة أعلاه وما زلت تعاني من مشكلة ضعف الإشارة، وخصوصاً إذا كان هاتفك ينطبق عليه بعض هذه العلامات، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في هاتف جديد ذو هوائيات أفضل وقدرة استقبال محسنة تدعم أحدث التقنيات.

الأسئلة الشائعة حول ضعف إشارة الهاتف

هنا نجيب على بعض الأسئلة الأكثر شيوعاً التي قد تخطر ببالك بخصوص ضعف إشارة الهاتف، ونقدم إجابات مفصلة لمساعدتك على فهم المشكلة بشكل أعمق.

ما هي أسباب ضعف إشارة الهاتف المحمول؟

تتعدد أسباب ضعف إشارة الهاتف المحمول، وهي غالباً ما تكون مزيجاً من عوامل بيئية وتقنية:

  • المسافة عن البرج: الإشارة اللاسلكية تضعف كلما ابتعدت عن برج الشبكة. هذا هو السبب الأساسي لضعف الإشارة في المناطق الريفية أو النائية.
  • المواد البنائية والعوائق: مواد مثل الخرسانة المسلحة، الفولاذ، الزجاج منخفض الانبعاثية (Low-E glass)، الألواح الشمسية، والمعادن يمكن أن تحجب الإشارة الخلوية بشكل كبير أو تعكسها، مما يقلل من قوتها داخل المباني. حتى الجدران السميكة يمكن أن تكون عائقاً.
  • التضاريس الطبيعية: التلال، الجبال، الأودية، والأشجار الكثيفة يمكن أن تسد أو تمتص الإشارة اللاسلكية، مما يخلق “مناطق ظل” لا تصلها التغطية بشكل جيد.
  • الازدحام الشبكي (Network Congestion): في المناطق المكتظة بالسكان، أو خلال الأحداث الكبيرة مثل الحفلات الموسيقية أو المباريات الرياضية، قد تزدحم أبراج الشبكة بالعديد من المستخدمين المتصلين في وقت واحد. هذا الازدحام يقلل من سعة الشبكة المتاحة لكل مستخدم، مما يؤدي إلى تراجع جودة وسرعة الإشارة المتاحة، حتى لو كانت قوة الإشارة الظاهرة (dBm) جيدة.
  • الطقس السيئ: الأمطار الغزيرة، الثلوج، والضباب الكثيف يمكن أن تتسبب في تشتيت أو امتصاص الإشارة اللاسلكية، مما يؤثر على جودتها وقوتها، خاصة لشبكات الترددات العالية (مثل 5G).
  • مشكلات في الهاتف نفسه: كما ذكرنا سابقاً، قد تكون مشكلة في هوائيات الهاتف الداخلية أو تلف في مكوناته.

لماذا تكون الإشارة ضعيفة رغم رؤية البرج؟

رؤية برج الشبكة بالعين المجردة لا تعني بالضرورة أنك ستحصل على إشارة قوية وموثوقة. هناك عدة عوامل تساهم في هذه الظاهرة المحيرة:

  • الهوائيات الاتجاهية: أبراج الشبكة لا تبث الإشارة في جميع الاتجاهات بشكل متساوٍ. تحتوي على هوائيات اتجاهية مصممة لبث الإشارة في “قطاعات” أو اتجاهات معينة لخدمة مناطق محددة. قد يكون البرج الذي تراه موجهاً بعيداً عنك أو نحو منطقة أخرى.
  • قوة الإشارة غير الكافية: حتى لو كانت الإشارة موجودة من البرج، قد تكون ضعيفة جداً بحلول وصولها إلى موقعك بسبب المسافة أو العوائق، بحيث لا يستطيع هاتفك معالجتها بفعالية.
  • عدم التوافق الترددي: قد يبث البرج على ترددات لا يدعمها هاتفك بشكل كامل، أو قد لا يكون هاتفك محسّناً لالتقاط تلك الترددات بفعالية.
  • التداخل (Interference): قد يكون هناك تداخل من أبراج أخرى، أو أجهزة لاسلكية أخرى، أو حتى ضوضاء إلكترونية في البيئة المحيطة، مما يشوش على الإشارة الواردة من البرج القريب ويجعلها غير قابلة للاستخدام حتى لو كانت قوية نسبياً.
  • الكثافة الخلوية: في بعض المناطق، قد يكون هناك عدد كبير من الخلايا الصغيرة (Small Cells) أو أبراج مصغرة تخدم مناطق صغيرة جداً. قد ترى برجاً كبيراً، لكن هاتفك يحاول الاتصال بخلية صغيرة أقرب ولكنها قد تكون مكتظة أو لا تعمل بكامل طاقتها.

هل يمكن لـ Wi-Fi Calling أن يساعد في تقوية الإشارة؟

نعم، يمكن لـ Wi-Fi Calling (المكالمات عبر Wi-Fi) أن يكون حلاً ممتازاً عند ضعف إشارة الهاتف الخلوية، وهو بديل فعال جداً. عندما تكون متصلاً بشبكة Wi-Fi قوية (مثل شبكة منزلك أو شبكة عامة آمنة)، تتيح لك هذه الميزة إجراء واستقبال المكالمات والرسائل النصية عبر اتصال الإنترنت الخاص بك بدلاً من الاعتماد على الشبكة الخلوية التقليدية لمزود الخدمة.

كيف يساعد Wi-Fi Calling؟

  • تجاوز ضعف التغطية الخلوية: في الأماكن التي تكون فيها تغطية الشبكة الخلوية ضعيفة أو منعدمة تماماً (مثل الأقبية، المباني ذات الجدران السميكة، أو المناطق النائية)، ولكن يتوفر اتصال Wi-Fi جيد، يمكنك الاستمرار في إجراء المكالمات واستقبالها بجودة عالية.
  • توفير بطارية الهاتف: عندما يضطر الهاتف للبحث المستمر عن إشارة خلوية ضعيفة، فإنه يستهلك طاقة بطارية كبيرة. استخدام Wi-Fi Calling يقلل هذا الجهد، مما يوفر طاقة البطارية.
  • تحسين جودة الصوت: غالباً ما تكون جودة الصوت في مكالمات Wi-Fi أفضل من المكالمات الخلوية التي تتم عبر إشارة ضعيفة.

تأكد من تفعيل هذه الميزة في إعدادات هاتفك (غالباً ما تكون موجودة ضمن إعدادات الاتصالات أو الهاتف)، وأن مزود الخدمة الخاص بك يدعمها.

هل هناك فرق بين إشارة 4G و 5G من حيث الضعف؟

نعم، هناك فروق جوهرية قد تؤثر على مدى ضعف الإشارة بين شبكات 4G و 5G. تعتمد 5G على نطاقات ترددية مختلفة، بعضها يطلق عليه الترددات المنخفضة والمتوسطة (Sub-6 GHz) وهي قريبة من ترددات 4G ولها خصائص انتشار مماثلة (قدرة جيدة على اختراق الجدران والوصول لمسافات أبعد).

ولكن الجزء الأكثر إثارة في 5G هو الترددات العالية جداً (mmWave). هذه الترددات توفر سرعات هائلة ونطاقاً ترددياً واسعاً جداً، ولكن لها عيوباً كبيرة من حيث الانتشار:

  • مدى قصير جداً: تغطي مسافات أقصر بكثير من ترددات 4G أو 5G Sub-6 GHz.
  • حساسية عالية للعوائق: يتم حجبها بسهولة بواسطة الجدران، الأشجار، وحتى أجسام الأشخاص، وقد تتأثر جداً بالظروف الجوية مثل الأمطار.

هذا يعني أنه بينما قد تكون إشارة 4G (أو 5G على ترددات Sub-6 GHz) لا تزال متوفرة في الأماكن المغلقة، قد تجد أن إشارة 5G mmWave تضعف أو تختفي تماماً بمجرد دخولك مبنى أو ابتعادك قليلاً عن برج الشبكة. هذا يتطلب كثافة أكبر من أبراج 5G mmWave لتوفير تغطية مستمرة.

خلاصة الموضوع: إشارة الهاتف هي عصب التواصل

إن فهم قوة إشارة الهاتف الحقيقية، والتخلص من الاعتماد على “الأشرطة” المضللة، هو الخطوة الأولى والأساسية نحو تقوية إشارة الهاتف لديك. لقد تعرفت في هذا الدليل الشامل على كيفية قياس قوة الإشارة بدقة باستخدام مقياس dBm، واكتشفت أدوات متقدمة مثل وضع الاختبار الميداني والتطبيقات المتخصصة التي تمكنك من تشخيص المشكلة بدقة.

سواء كنت بحاجة إلى حلول بسيطة مثل تغيير موقعك أو تعديل إعدادات هاتفك، أو حلول أكثر تقدماً وفعالية مثل الاستثمار في جهاز تقوية الإشارة، فإن الخيارات متاحة أمامك لضمان اتصال مستقر وموثوق. لا تدع ضعف الشبكة يعيق تواصلك أو إنتاجيتك بعد الآن. مسلحاً بهذه المعلومات والحلول، يمكنك الآن اتخاذ خطوات عملية لتحسين تجربة هاتفك المحمول. جرب هذه الحلول وشاهد الفرق بنفسك!

هل لديك أي أسئلة أخرى حول تقوية إشارة الهاتف، أو هل ترغب في معرفة المزيد عن حلول محددة أو تقنيات الشبكات؟ نحن هنا في موقع مجنون كمبيوتر لمساعدتك وتقديم لك كل مفيد.

مقالات من ترشيح الكاتب : 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Verified by MonsterInsights