جوجل تعمل على دمج أندرويد وكروم OS: رؤية موحدة على غرار آبل!
في تصريح مثير للجدل وذو دلالات كبيرة لمستقبل أنظمة التشغيل، أشار سامير سامات (Sameer Samat)، نائب رئيس قسم نظام أندرويد البيئي في جوجل، إلى أن الشركة تتجه نحو دمج أعمق بين نظامي التشغيل أندرويد (Android) وكروم OS. هذا التوجه، الذي وصفه البعض بأنه “اقتباس من كتاب آبل”، يهدف إلى تقديم تجربة مستخدم أكثر تماسكًا وسلاسة عبر أجهزة جوجل المختلفة، مما يعكس رؤية جديدة لمستقبل الحوسبة المتنقلة والمكتبية.
ماذا قال سامير سامات ؟ توضيح الرؤية الجديدة
جاء تصريح سامات خلال مقابلة حصرية مع موقع TechRadar، حيث لم يتحدث صراحة عن “دمج” كامل بالمعنى الحرفي لنظامي تشغيل ليصبحا نظامًا واحدًا، بل ركز على مفهوم “التكامل العميق” و”التجربة الأكثر تماسكًا”. عندما سُئل عن مستقبل أندرويد وكروم OS، أجاب سامات: “أعتقد أنك ترى المستقبل أولاً على أندرويد”، مضيفًا أن جوجل تعمل على جعل التجربة بين هواتف أندرويد والجهاز الأكبر (Chromebook) أكثر سلاسة وتناغمًا.
وأوضح سامات أن الهدف هو توفير تجربة “متصلة” و”متماسكة” بشكل متزايد بين الأجهزة المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا النهج سيسمح للمستخدمين بالانتقال بسلاسة بين هواتفهم الذكية وأجهزة كروم بوك الخاصة بهم دون الشعور بأي فجوة أو انقطاع في سير العمل. هذا يعني أن التطبيقات والخدمات والبيانات ستكون متاحة ومتزامنة بشكل أفضل عبر كلا النظامين.
وتأكيدًا لهذا التوجه، قام سامات بنفسه بنشر توضيح على حسابه الشخصي في تغريدة عبر منصة X (تويتر سابقًا) يوم الاثنين الماضي. كتب سامات في تغريدته: “نحن نبني تجربة ChromeOS فوق تقنية Android الأساسية لفتح مستويات جديدة من الأداء، التكرار بشكل أسرع، وجعل لابتوبك + هاتفك يعملان معًا بشكل أفضل. أنا متحمس لذلك!”
على الرغم من أن سامات لم يحدد جدولًا زمنيًا لتوحيد الأنظمة، إلا أنه أشار في منشوره على X إلى أن الشركة تعمل على هذا التكامل منذ العام الماضي. يتزامن هذا التطور مع إطلاق جوجل لتحديث أندرويد 16، والذي يتضمن ميزات جديدة مثل تصميم Material 3 Expressive الذي يسمح بتخصيص أكبر وتجربة أكثر قوة مع الأجهزة اللوحية. وصف سامات هذا التحديث لـ TechRadar بأنه “أكبر تغيير في تصميم أندرويد خلال ثلاث أو أربع سنوات”، مما يؤكد تركيز جوجل على تقديم تجربة موحدة ومحسنة عبر مختلف أجهزتها.
“اقتباس من كتاب آبل”: مقارنة بنهج عملاق كوبرتينو
المقارنة بنهج آبل لم تأتِ من فراغ. فآبل، ومنذ سنوات، تعمل على بناء نظام بيئي متكامل يربط بين iOS (للهواتف والأجهزة اللوحية)، وiPadOS (للأجهزة اللوحية)، وmacOS (لأجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة). هذا التكامل يسمح بميزات مثل:
- الاستمرارية (Continuity): بدء مهمة على جهاز وإكمالها على جهاز آخر (مثل كتابة بريد إلكتروني).
- Handoff: نقل المكالمات أو تصفح الويب بين الأجهزة.
- Universal Clipboard: نسخ ولصق المحتوى بين أجهزة آبل المختلفة.
- AirDrop: مشاركة الملفات بسهولة.
- تطبيقات عالمية: تطبيقات تعمل بسلاسة عبر جميع المنصات مع واجهة مستخدم متكيفة.
يبدو أن جوجل تسعى لتحقيق مستوى مماثل من التناغم، حيث يمكن للمستخدمين الاستفادة من قوة أندرويد المرنة وتطبيقاته الغنية، بالإضافة إلى بساطة وأمان وسرعة كروم OS. الهدف هو إزالة الحواجز بين تجربة الهاتف الذكي وتجربة الكمبيوتر المحمول، مما يتيح للمستخدمين العمل واللعب والتواصل بكفاءة أكبر.
الفوائد المتوقعة للمستخدمين مع دمج أندرويد وكروم OS: تجربة سلسة وإنتاجية معززة
إذا تمكنت جوجل من تحقيق هذا التكامل بنجاح، فإن المستخدمين سيجنون العديد من الثمار:
- تطبيقات أندرويد أفضل على كروم بوك: من المتوقع أن تعمل تطبيقات أندرويد على أجهزة كروم بوك بشكل أكثر سلاسة وكفاءة، مع تحسينات في الواجهة والتوافقية.
- استمرارية العمل: القدرة على بدء مهمة على هاتفك الأندرويد ومتابعتها مباشرة على جهاز كروم بوك، والعكس صحيح.
- تزامن البيانات والإعدادات: مزامنة أسهل للإشعارات، الرسائل، الصور، وإعدادات التطبيقات بين الجهازين.
- إنتاجية معززة: للمستخدمين الذين يتنقلون بين العمل على هواتفهم وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، سيوفر هذا التكامل وقتًا وجهدًا كبيرين.
- نظام بيئي أقوى: سيصبح النظام البيئي لجوجل أكثر جاذبية وتنافسية في مواجهة آبل، مما قد يشجع المزيد من المستخدمين على الانضمام إليه.
- تجارب جديدة: قد يفتح هذا التكامل الباب أمام ميزات وتطبيقات مبتكرة تستفيد من نقاط قوة كلا النظامين.
التحديات والآفاق المستقبلية: هل نشهد “جوجل أو إس”؟
على الرغم من الحماس المحيط بهذه الرؤية، إلا أن تحقيقها لا يخلو من التحديات. فنظامي أندرويد وكروم OS مبنيان على أسس مختلفة، ودمجهما أو تحقيق تكامل عميق بينهما يتطلب جهودًا هندسية وبرمجية هائلة.
من المهم التأكيد على أن التصريحات لا تشير إلى دمج كامل لنظامي التشغيل ليصبحا نظامًا واحدًا مثلما حدث مع مشروع “Fuchsia OS” الذي طال انتظاره. بدلاً من ذلك، يبدو أن التركيز ينصب على بناء جسور أقوى بين النظامين الحاليين، مما يسمح لهما بالعمل معًا بشكل أكثر انسجامًا.
هذه الخطوة قد تمهد الطريق لمستقبل حيث تصبح الحدود بين أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية أكثر ضبابية، وحيث يمكن للمستخدمين الحصول على تجربة حوسبة متكاملة بغض النظر عن الجهاز الذي يستخدمونه. هل سنرى في النهاية “Google OS” موحدًا يقدم تجربة شاملة؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أن جوجل تسير بخطى واثقة نحو هذا الهدف.