هل الجوال يتجسس ويسجل صوتك ؟ ماذا عن تتبع موقعك وتسجيل فيديو من الكاميرا ؟
قد تكون كافة الأفلام السينمائية حول الخصوصية والأجهزة الذكية والروبوتات حقيقة ! إذا ما هو الحل وأين الحقيقة ؟
نعم مشكلة الخصوصية بشكل عام هي أحد المشاكل الأزلية المتزامنة مع سير التقنية في العالم،
لذلك نجد العديد من الصحفيين والمحللين والخبراء في الآمن والمعلومات دائما يقفوا نداً للعديد من المؤسسات والتطبيقات التي تستنفذ بيانات المستخدمين.
ولكن هل يتم سرقة بياناتك وحياتك بالفعل ؟ واستغلالها في نشر الإعلانات وتحليل البيانات ؟
كيف يجمع الهاتف المعلومات عنك ؟
نعم هذه حقيقة، هاتفك بكل تأكيد يجمع عنك العديد من المعلومات، وهذه حقيقة مثبتة ولا يوجد بها جدال،
وإذا كنت تبحث عن حل سحري لعدم جمع أي معلومات عنك الحل الوحيد هو الابتعاد عن الهاتف والأجهزة الذكية.
ولكن قبل أن تشعر بحالة من الذعر، هل جمع البيانات منك أمر سيئ؟
بنسبة كبيرة جمع البيانات والمعلومات عنك هو أمر ضروري حتى تستطيع خدماتك المفضلة القيام بمهامها.
هل تتذكر سعادتك عندما اخبرتك خرائط جوجل بطريق آخر غير مزدحم ؟ او اقترح لك جوجل العديد من المطاعم الجديدة في أحد المناطق التي ذهبت لها.
ماذا عن الإعلانات التي تظهر لك وتكون محددة بخصوص شيء كنت تبحث عنه بالفعل وتسهل عليك عملية البحث والوصول إلى شركات ومحلات توفر المنتج الذي تريده.
هذه الطرق الذكية لمساعدتك في الوصول إلى ما تريده بشكل أسهل هو عن طريق معرفة بعض من المعلومات منك.
فبتتبع موقعك عبر الـ GPS، يمكن لهاتفك التنبؤ بذهابك إلى عملك أو مناطق معينة ويمكن أن يقترح لك طرق أسرع، أو يقترح لك بعض من المحلات والمطاعم في محيط المنطقة التي تتواجد بها.
مبروك لقد حققت 10 آلاف خطوة هذا اليوم ! استمر، نعم هو أمر جيد أن يتابعني هاتفي ويجعلني انتبه إلى بعض الأشياء المهمة التي أهملها، لذلك لا يعتبر هاتفك هو الجانب الشرير طيل الوقت.
هل الجوال يتجسس ويسجل صوتك ؟
اذا كنت تظن أن هناك جانب خفي يستمع إليك ويراقبك بشكل خاص من تحركات وسماع لمحادثتك فهذا غير صحيح.
عملية تتبع ومراقبة بياناتك هي عملية آلية تتم عبر خوارزميات تعتمد على تحليل بعض المفاتيح في محادثاتك، ويتم ربط تلك المفاتيح والكلمات الرئيسية ببعضها لاستنتاج خطوتك التالية،
من شراء منتج أو الذهاب إلى مكان معين أو اقتراح خدمات معينة.
الخدمات والتطبيقات على هاتفك تملك صلاحيات متعددة، وبنسبة كبيرة هذه البيانات يتم مشاركتها بشكل واسع بين خدمات مختلفة، لتكون شبكة كبيرة تعطي تحليل نهائي حول قرار معين ستقوم باتخاذه.
ولكن في بعض الأحيان دقة هذه الاستنتاجات تجعلك تظن أن هناك من يستمع لك الآن ويسجل محادثاتك ويقوم بشكل فوري الرد عليها بإعلانات موجه أو خدمات، ولكن هذا ليس صحيح.
ولكن على سبيل المثال، أحد النقاط المحيرة، هو توقع هاتفك والتطبيقات ببعض المنتجات التي تريدها، في البداية نسبة كبيرة من التطبيقات تقوم بمشاركة بعض من البيانات مع تطبيقات أخرى،
خاصة التطبيقات التي تأتي تحت مظلة واحدة، مثل تطبيقات شركة ميتا، والتي تتكون من واتس اب وانستغرام وفيس بوك وماسنجر، لذلك تأكد من مشاركة البيانات بين هذه التطبيقات،
لذلك اذا قمت بارسال رابط لمنتج عبر واتساب لصديق، او التحديث عن منتج معين عبر ماسينجر، لا تستبعد عملية ظهور أحد المنتجات المشابهة لذلك عبر إعلانات انستجرام أو فيس بوك.
فكما ذكرنا بالأعلى عملية جمع المعلومات ليس بالضرورة وجود عنصر بشري يقوم بقراءة محادثاتك بالكامل، ولكن هناك جمع لبعض الكلمات المفتاحية التي يتم ربطها بالعديد من المعلومات الأخرى،
مثل موقعك والمحلات التي توقفت أمامها ودخلتها، بعض المنتجات التي وقفت أمامها عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو بحثت عنها عبر مواقع على جوجل.
يتم ربط كافة هذه المعلومات ببعضها لتكوين صورة كاملة حول اهتماماتك، هذه العملية تتم بشكل دقيق وعبر العديد من الأساليب وعمليات التحليل المتقنة، لذلك عملية توقع هذه التطبيقات وهاتفك لقراراتك ليس بالأمر الصعب.
هل تتبعك أمر سيئ ؟
عملية تتبعك وتتبع بعض أنشطتك يسهل عليك العديد من الأمور التي يمكن أن تتم بشكل ذكي وتلقائي من هاتفك، وهذا هو هدف التقنية في المقام الأول هو تسهيل حياتك والوصول إلى ما تحتاجه بشكل سريع وسهل.
وبياناتك تعتبر ضريبة الحصول على تلك الخدمات بأفضل طريقة ممكنة. فهل الناتج الذي تحصل عليه كافي لمشاركة بعض من بياناتك ؟
مع العلم أن تتبعك ومشاركة بياناتك لا يحتوي على بياناتك السرية مثل حساباتك البنكية أو كلمات السر، ولا يتضمن عملية التجسس عليك بشكل كامل كما نشاهد في الأفلام الخيالية،
عملية التتبع والمراقبة تتم بشكل ممنهج لتحقيق أقصى استفادة لك.
كيف تتجنب تجسس الجوال عليك ؟
في الحقيقة عملية تجنب المراقبة والتتبع من جوالك هو أمر صعب جدا، ولكن يمكنك فهم الطريقة التي يتم عن طريقها مشاركة بياناتك في محاولة تقليلها قدر المستطاع إذا كانت هذه رغبتك.
تجنب التطبيقات من نفس الشركة، مثل تطبيقات ميتا، فيمكنك استخدام تطبيق Telegram أو Signal في عملية المحادثات والدردشة، ويمكنك استخدام تطبيق تويتر بدلا من فيس بوك في متابعة الأحداث،
وهذا يجعل التطبيقات منفصلة عن بعض في عملية مشاركة البيانات، و يقلل عملية ظهور إعلانات على منصة مرتبطة بمنصات أخرى من نفس الشركة.
تأكد من مراجعة إعدادات الخصوصية في حساباتك في جوجل وفيس بوك والتطبيقات المختلفة، وتأكد من عدم تفعيل مشاركة أي بيانات لتحسين التجربة أو مشاركة موقعك.
أيضا لوحة المفاتيح من التطبيقات التي تطلب منك تتبع كتاباتك لتحسين التجربة، تأكد من تعطيل هذه الخاصية أيضا.
تأكد من صلاحيات كافة التطبيقات على هاتفك، ولا تعطي صلاحيات غير ضرورية للتطبيقات، مثل الوصول إلى كاميرتك أو ميكروفونك لتطبيقات لا تحتاجهم.
في النهاية هل الجوال يتجسس ويسجل صوتك هو سؤال ليس له إجابة واحدة، الموضوع متشعب ويوجد العديد من الأسباب والأدوات التي قد تفيدك من عملية التتبع والمراقبة،
والتي تحدثنا عنها بشكل مفصل عبر المقال مع بعض النصائح أيضا.
اقرأ المزيد: لماذا يجب عليك وضع لاصق على الكاميرا في اللابتوب وما…
