منذ الأزل، كان وجود الرجال فقط في عالم التكنولوجيا هو الفكر المسيطر على أغلب الأشخاص، والذين لم يتوقعوا وجود النساء في مراكز الفضاء، تحديات البرمجة، مراكز الذكاء الاصطناعي، ولا حتى أن يكون لديهن مساهمة في الاختراعات العظيمة. غير أن الواقع ليس كذلك. بل أن النساء تحتل مساحات كبيرة عندما يتعلق الأمر بالمناصب التكنولوجية أو حتى الاكتشافات العظيمة في مجال التكنولوجيا، وسوف نثبت ذلك في هذه المقالة من خلال ذكر مجموعة من النساء المؤثرة في التكنولوجيا في العالم.
- محتوى المقال إظهار
نساء مؤثرة في التكنولوجيا – ويتني وولف هيرد (Whitney Wolfe Herd)
تعد ويتني أصغر مليارديرة عصامية. كما تم تكريمها كأصغر امرأة على الإطلاق تطرح شركة عامة كونها كانت تبلغ من العمر 31 عاماً عندما طرحت مشروعها الخاص: “تطبيق المواعدة Bumble”. بالتالي، تعد ويتني وولف هيرد شخصية عظيمة ونادرة لا يمكننا أن نتجاهل اسمها عندما يتطرق الحديث إلى أعظم النساء المؤثرة في مجال التكنولوجيا.
حيث شاركت ويتني وولف هيرد في إنشاء تطبيق المواعدة Tinder وعملت على تسويقه. وقد لقي التطبيق نجاحاً باهراً. لكن سرعان ما توترت علاقتها مع المؤسس المشارك جاستن ماتين، ونظراً لإيمان ويتني بالمرأة وشجاعتها البالغة قامت بترك الشركة ورفعت ضدهم مجموعة من الدعاوي. ومن ثم بدأت رحلتها في إنشاء تطبيق المواعدة “Bumble” وإنشاء شركتها الخاصة “Bumble and Badoo” والتي أصبحت الرئيسة التنفيذية فيها في عام 2014. بالإضافة إلى أنها قامت بطرح Bumble للمستثمرين، فتم تداول أسهمها التي بلغت قيمتها السوقية 13 مليار جنيه إسترليني. والذي جعل ويتني وولف هيرد البالغة من العمر 31 عاماً أصغر امرأة على الإطلاق تطرح أسهمها للاكتتاب العام.
مؤخراً وفي حديثها مع CNBC تحدثت عن حيل وخدع إستخدمتها للتسويق في بداية مشروعها وبعض هذه الحيل والنصائح لم يتكلف 20$!.
وقالت أنها دفعت 20$ لأحد المخابز مقابل عمل حلوى الكوكيز باللون الأصفر مطبوعاً عليها شعار “بامبل” باللون الأبيض وأخذت الصندوق إلى أقرب نادي نسائي جامعي كهدية. وكذلك إصطحبت عدة هدايا أخرى مثل وملابس داخلية صفراء وملابس تدفئة منزلية في عام 2016 مقابل تحميل ومشاركة التطبيق مع الأصدقاء. حسب ما ذكرته قائمة “فوربس لأغنى النساء” التي ظهرت في قائمتها عام 2020 و2021 واتبعت نفس الأمر مع نوادي الرجال بإهدائهم بيتزا وملابس رجالية واكسسوارات مقابل الترويج لفكرتها مع المقربين.
وها هنا نحن بعد سبع سنوات, تدير ويتني وولد هيرد شركتها المقدرة بقيمة $1.91مليار دولار ولازالت في تقدم مستمر.
كيلي ستيكيلبرغ (Kelly Stecklberg)
شغلت كيلي ستيكيلبرغ المدير المالي للاتصالات في شركة ZOOM، تطبيق الاتصال الفيديو الذي نعرفه جميعنا، والذي يعد الأشهر في العالم. كما شغلت كيلي قبل ذلك منصب الرئيس التنفيذي لموقع Zoosk. بالإضافة إلى مساهمتها في مجال تمويل الشركات مثل Webx من Cisco.
وخلال جائحة كوفيد19، انتقل الأشخاص من التواصل المباشر إلى التواصل عبر تطبيقات الفيديو وعقد المؤتمرات والاجتماعات أونلاين، وذلك في مختلف المجالات أهمها مجالات العمل والتدريس. مما أدى إلى ارتفاع أسهم Zoom بشكل كبير جداً والنمو لأكثر من 331% لعام 2021.
تحمل ستيكيلبرغ درجة البكالوريوس في العلوم المحاسبية من جامعة إلينوي في أوربانا-شامبان، ودرجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، وهي تحب القراءة والركض والسفر.
في عام 2020، تم تصنيف ستيكيلبرغ كواحدة من أفضل 50 امرأة في التكنولوجيا من قبل مجلة فورتشن. وفي عام 2021، تم اختيار ستيكيلبرغ كواحدة من أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة تايم.
بينما في عام 2022، حصلت ستيكيلبرغ على جائزة القيادة العالمية من مؤسسة إرنست ويونغ.
نساء مؤثرة في التكنولوجيا – جوي بولامويني (Joy Buolamwini)
دكتور جوي بولامويني هي عالمة كمبيوتر غانية أمريكية كندية وناشطة رقمية تعمل في مختبر الوسائط في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. أسست رابطة العدالة الخوارزمية، وهي منظمة تهدف إلى مكافحة التحيز في الذكاء الاصطناعي وحماية حقوق الإنسان.
. قامت جوي بولامويني بتأسيس رابطة العدالة الخوارزمية (AJL)، وهي منظمة تعمل على تحدي التحيز في برمجيات الذكاء الاصطناعي وصنع القرار، وذلك بعد أن رفضت إحدى أجهزة قراءة الوجه في تجربة قامت بها أن تقوم بمسح وجه بعض النساء نظراً لبشرتهن السوداء. وبدلاً من ذلك، لم يتعرف الجهاز عليهن وكان ذلك خطأ فادح في الجهاز. الأمر الذي جعل جوي تلجأ إلى محاربة الاعتماد التام والمبالغ به على التكنولوجيا الغير موثوقة.
صممت بولامويني مشاريع إبداعية تجمع بين الشعر والبرمجة، مثل مرآة Aspire، وهي جهاز يعكس صورة المستخدم بناء على مصادر إلهامه.
كما تم الاستشهاد بأبحاث جوي في عام 2020 باعتبارها مؤثرة بالنسبة لغوغل ومايكروسوفت فيما يخص معالجة التحيز العرقي في منتجاتهما.
كما ساهمت جوي بولامويني في إنشاء فيلمين، وشغلت منصب المدير التنفيذي للتكنولوجيا (CTO) في شركة Techturized.
حصلت على العديد من الجوائز والمنح الدراسية، مثل منحة رودس، برنامج فولبرايت، وجائزة القيادة العالمية من مؤسسة إرنست ويونغ. كما اختيرت كواحدة من أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم من قبل مجلة تايم في عام 2021.وفي عام 2017 حصلت بولامويني على الجائزة الكبرى في فئة المحترفين في مسابقة البحث عن شخصيات مخفية، وفي عام 2019 وفي مجلة فورتشن، تم إدراج جوي بولامويني كواحدة من أبطال التصميم الأربعة الذين يدافعون عن الديمقراطية عبر الانترنت.
فيفيان لي مينغ (Vivienne L’Ecuyer Ming)
فيفيان لي مينغ هي عالمة أعصاب أمريكية وخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والبيانات وهي رائدة أعمال أمريكية، وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة Socos Labs، التي تهدف إلى حل المشاكل الاجتماعية بواسطة الذكاء الاصطناعي. تعتبر مينغ واحدة من أبرز النساء في مجال التكنولوجيا، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتقديرات، مثل:
حصولها على جائزة Fast Company لأكثر 100 شخصية مبتكرة في الأعمال، وجائزة Forbes لأفضل 50 امرأة في التكنولوجيا. كما اختيرت كواحدة من أفضل 10 علماء بيانات في العالم من قبل Chief Data Officer Magazine. أجرت مينغ أبحاثًا رائدة حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التعليم والصحة والعدالة الاجتماعية. كما ابتكرت مينغ تقنيات جديدة لزيادة قدرات الإنسان، مثل نظارات ذكية لمساعدة الأطفال المصابين بالتوحد، وقبعات ذكية لتحسين قدرات الموظفين، وأطراف اصطناعية ذكية لتحسين حركة المبتورين.
فيفيان الحاصلة على درجة الدكتوراه في علم النفس والأعصاب النظرية، تعلمت الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لحل المشكلات وشاركت في العديد من المنظمات التي تقف ضد السياسات التعليمية والصحية السيئة. كما عملت فيفيان في مجال تدريب الموظفين ونشرت أبحاث كثيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. وأصبحت عالمة أبحاث وألقت الكثير من المحاضرات حول التعلم الآلي وعلم الأعصاب وكيفية جعل الأشخاص أفضل. وبذلك كانت فيفيان شخصاً مؤثراً وإيجابياً يقتدى به.
ريشما سوجاني (Reshma Saujani)
ريشما سوجاني وهي سياسية ومحامية وموظفة مدنية مولعة بالتكنولوجيا، بالإضافة إلى كونها أول امرأة هندية تترشح للكونغرس الأمريكي في عام 2010. أما في حبها للتكنولوجيا، تعد ريشما المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “Girls Who Code” وهي منظمة غير ربحية هي منظمة غير ربحية تهدف إلى تعليم الفتيات البرمجة وتشجيعهن على دخول مجال التكنولوجيا. وبخاصة البرمجة وصناعة الأكواد البرمجية, وبذلك، كانت ريشما مثالاً للامرأة الناجحة والتي تحدت كون التكنولوجيا حكراً على الرجال، وتجاوزت الحدود التي رُسمت لها، لتصبح من النساء المعروفات في مجال التكنولوجيا والبرمجة.
وأطلقت سوجاني شركة Girls Who Code في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، توسعت الشركة لتصبح واحدة من أكبر المنظمات التعليمية في الولايات المتحدة، حيث استفاد منها أكثر من 300 ألف فتاة من مختلف الخلفيات. كما كتبت سوجاني عدة كتب ملهمة عن قوة الفتيات والنساء في التكنولوجيا، مثل:
Brave, Not Perfect وGirls Who Code: Learn to Code and Change the World.
جوين شوتويل (Gwynne Shotwell)
وهي سيدة أعمال ومهندسة أمريكية، كما تعتبر الرئيس والمدير التنفيذي للعمليات في شركة SpaceX والتي تعتبر من أهم شركات الفضاء في العالم. تولت Shotwell منصبها في سبيس اكس في عام 2002، بعد أن عملت في شركات أخرى مثل The Aerospace Corporation وMicrocosm Inc.
تقوم Shotwell بإدارة العمليات اليومية والنمو الاستراتيجي لشركة سبيس اكس، وتشارك في تطوير وتصنيع وإطلاق المركبات الفضائية والأقمار الصناعية. كما تشرف على عقود الشركة مع وكالة ناسا ووزارة الدفاع الأمريكية والعملاء التجاريين. تعتبر Shotwell واحدة من أكثر النساء نفوذًا في مجال التكنولوجيا، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتقديرات، مثل جائزة فوربس لأقوى 50 امرأة في التكنولوجيا ، وجائزة تايم لأكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم . تحلم Shotwell بإرسال البشر إلى المريخ، وتؤمن بأهمية تطوير صناعة فضائية قابلة للاستدامة .
كرست جوين حياتها المهنية في مختلف مجالات التكنولوجيا، حتى وصلت إلى الفضاء. لتكتشف أنه شغفها الأعظم، لتعمل في شركات الفضاء الكبرى ومراكز الأبحاث التابعة لها. مساهمةً في الكثير من المشاريع التكنولوجية. كما اعتادت أن تشارك في مؤتمرات التكنولوجيا وتلقي المحاضرات حول أهمية التكنولوجيا في العالم.
كاتي موسوريس (Katie Moussouris)
تعد كاتي الرئيس والمؤسس التنفيذي لشركة Luta Security، كما أنها تعمل كمستشار أمني للمؤسسات والحكومات في جميع أنحاء العالم. وهي أيضاً مؤلفة ومحررة مشاركة في العديد من المعايير الدولية الخاصة بأمن المعلومات مثل ISO 29147.
عملت كاتي لسنوات طويلة في مجال الأمن السيبراني، ومن ثم شغلت دور الرئيس والمؤسس التنفيذي لشركة Luta Security والتي أخرجت عملاء عظماء ساهموا فيما بعد ببناء التكنولوجيا مثل المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة (NCSC) و Facebook و Zoom.
شيريل ساندبرج (Sherly Sandberg)
وهي مديرة تنفيذية أمريكية في مجال التكنولوجيا. حيث شغلت منصب نائبة رئيس المبيعات والعمليات العالمية عبر الانترنت في Google. الرئيس التنفيذي للعمليات (COO) في Meta Platform والتي كانت تسمى Facebook سابقاً. وهي أيضاً مؤسسة Leanln.org. بالإضافة إلى أنه تم انتخابها لعضوية مجلس إدارة Facebook، لتصبح أول امرأة تعمل في مجلس إدارة الشركة.
ووفقاً لتحليل فوربس (Forbes)، ساعد تركيز شيريل ساندبرج على وضع فيس بوك كمنصة لإعلانات الشركات الصغيرة في زيادة إيرادات الإعلانات بنسبة كبيرة خلال عام 2019 لتصل إلى 69.7 مليار دولار.
سوزان وجسيكي (Susan Wojcicki)
وهي المدير التنفيذي لموقع يوتيوب، كما تم تعيينها لتكون الموظفة السادسة عشر في شركة غوغل. ولدت في كاليفورنيا من أبوين بولندي وروسي، وتخرجت من جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا. انضمت إلى شركة جوجل في عام 1999 كأول مدير تسويق في غوغل. شاركت وجسيكي في مجموعة كبيرة من التطبيقات. بما فيها أدسنس (AdSense) وGoogle Analytics. بالإضافة إلى كتب وصور غوغل. وبذلك كان لتاريخها التكنولوجي تأثيراً كبيراً على كبرى شركات التكنولوجيا في العالم. ساهمت في زيادة عدد المستخدمين والمحتوى والإيرادات للموقع. تعتبر وجسيكي واحدة من أكثر النساء نفوذاً في مجال التكنولوجيا، حيث حصلت على العديد من الجوائز والتقديرات من مجلات مثل فوربس وفورتشن وفانيتي فير.
